18 يوم شرف!
"الشرف" .. كلمة تحمل من
المعاني ما تحمل، فالبعض يحبس زوجتة وكل إمرأه من "محارمه" في سجن مشدد
وظلام حالك حفاظا علي الشرف، والبعض يقسم كل يوم بشرفه في تعاملاته المزيفة، بل
ويبيعه في كل تعاملاته اليومية .. الشرف بكيلو طماطم.
بعضهم
يُقتل و يَقتل لأجله، بل وقديما كانت تندلع الحروب لأجله، وكانت وقتها المرأة رمزا
للشرف والعزة، دعونا نخرج قليلا من المستنقع الذي القينا بأنفسنا فيه، مستنقع طرف
فستانها، مستنقع حَصَر الشرف في علاقة بين ذكر وانثي أيا كان نوعها.
لنخرج
إلي العموم، فما ذكرناه لا يحمل الا مقدار نصف الشرف او اقل، ما هي الا وساوس
واقنعة وما بقي لنا من ذل عبادة العجل ولو كان قليلا.
قديما
قامت الحروب، ولكن ليست كلها لنشر تعاليم الإسلام او الصليب، ولا لنشر ثقافات او احتلال
ونهب خيرات الدول، وانما قامت لأجل الشرف. فماهو ذلك الشئ الذي تقوم لأجله
الحروب والثوارات؟
هل
نظر ذكر الي انثي بإحدي النظرات الوقحه؟؟
انه
شرف الأمُة يا سادة!! شرف الوطن
ثلاث
حروف مجردة من كل نواياكم الخبيثة أبت الا أن تلتقي معا مكونة ذلك المعني
الخفي الظاهر، القريب البعيد، الذي جمعنا وفرقنا .. معني افتقدناه - نحن العرب-
فقدناه مع سقوط لبنان .. واحتلال الجولان وتقسيم السودان.. عندما تدنست فلسطين
الأبية وسقطت فريسة .. مع سقوط المسجد الأقصي .. فقدناه مع كل رصاصة استقرت في جسد
محمد الدرة .. فقدنا الشرف يا سادة فلماذا تحبسون نسائكم داخل تلك الحصون؟ اطلقوا
سراحهن
ما
السر في تلك الحصون .. في سور عظيم وبابه مفتوح!! عجبت لأنه احدي عجائب الدنيا
السبع
و العجب
كل العجب ممن صنعوا العجائب!
**
تتوالي الاجيال ويباركونه ويباركهم .. رغم انه من باع الشرف وفرط فيه!
حكم
فظلم فتحصن بالقصور والسجون والسلاح .. فثارت البلاد، من ثار حقا لم يكن الشباب، كان الشرف
هو الثائر الحقيقي .. ما عاد يحتمل الذل والهوان، ما عاد راضيا بحصره في قصر وطول
الثياب، و صوت المرأة وشكل المرأة ولون المرأة وجسد المرأة.
ثار
الشرف .. شرف الامة .. 18 يوما من الشرف .. تزاحمت النساء "رمزه" ..وسط
الرجال، وانكشفت القضية .. قضية اكبر من وجودهم بنفس المكان .. نامت النساء
بأرض الميدان، وحول الميدان، 18 يوما بأرض الميدان ووسط الرجال فأين الذئاب؟؟
سيذكر
التاريخ يوما أن القضية اكبر من ثوب النساء .. لو أني يوما أصبحت كاتبة للتاريخ
لأدون أنّا ملكنا كنوز الارض يوم زارنا رجل كبير حكيم أمين يُدعي الشرف، واقام في
بلادنا 18 يوما ولكنه رأي فينا ما رأي فرحل.
فصرخت بلادي ونساء بلادي واشرفاه.